salah801: قبل عام 2003 ..كنت أبلغ من العمر حوالي 15 سنة ..ليس بالعمر الطويل ..و أملك خبرة تكاد
salah801: قبل عام 2003 .. كنت أبلغ من العمر حوالي 15 سنة .. ليس بالعمر الطويل .. و أملك خبرة تكاد تكون معدومة عن السياسة والحياة .. ولكنني كنت اكره كل النظام الحاكم في ذالك الوقت .. النظام الذي جعل والدي الذي يحمل شهادة ماجستير بالاحصاء .. يبيع الكتب في الشارع .. النظام الذي كان يخصص راتباً بخساً لوالدتي الموظفة في وزارة التربية .. كنت انتظر بفارغ الصبر أن يخلصنا الله من ظلم الظالمين المقربين من الزمرة الحاكمة ومن حزبهم .. وجاء الفرج .. وسقط التمثال .. وسقط النظام .. هكذا تصورت انا والكثير من العراقيين .. الذين كرهوا وجودهم في سجن القائد الأوحد .. هكذا حلمنا .. لم نكن نعلم أن من جاء من خلف البحار هو محتل أشر .. جاء يحمل في قلبه حقد واجرام وكراهية .. قتلنا بها مرة .. وزرعها بنا .. لنقتل بها أنفسنا مرات عديدة .. هذا كان بداية دمار مجتمع .. بداية كأبة عوائل كثيرة .. من هنا ابتدأت التفرقة والطائفية التي فرقت العراقي عن أخيه العراقي .. مرت الايام .. وكبرت .. وكبر معي جرح العراق .. بدأ الدمار يحل على بلاد الرافدين .. سرقة الدوائر وحرقها .. عصابات تسرق في وضح النهار .. شهداء يرتفعون إلى السماء بنيران المحتل الأجنبي .. اغتيالات .. قتل بالخطأ .. تصفية حسابات .. تهجير .. قتل على الهوية .. و انفجارات بدأت منذ أول يوم لاحتلال بغداد إلى الأمس .. وأنا أشاهد اليوم صور الشهداء الذين اغتالتهم ايدينا نحن قبل الحكومة وقبل داعش وماعش وقبل دول الجوار وأميركا والكيان الصهيوني .. شعرت بالندم .. خجلت من نفسي .. لأنني كنت أمل من النظام الجديد ان يوفر لي ولشعبي ما فقدناه أيام النظام السابق . حملت نفسي المسؤولية وشعرت بالعار .. رغم أنني لست زعيم حزب سياسي .. ولست عضواً في الحكومة .. ولست من رجال الدين الذي يسيرون خلفهم الملايين وما زالوا صامتين عن قتل شعبهم .. شعرت بالعار .. شعرت بالكراهية تجاه نفسي .. لأنني فقط حلمت يوما بقدوم هؤلاء الجزارين .. فما لكم لا تشعرون ولا تستحون من انفسكم يا مصاصي دمائنا .. في الأمس قتل عشرات العراقيين .. ومعهم فجعت عشرات الأمهات والعوائل .. في الأمس قتل عشرات العراقيين .. ليسرقوا من شعب كامل فرحة عيد .. فرحة كلما اقتربت منا قتلها حكامنا ورجال الدين الذي يسيطرون على عقولنا بسحرهم الشيطاني .. عشرات الأبرياء قتلوا .. ولم يخرج لنا احد من حكومتنا ليتحمل مسؤولية فشله ويستقيل .. كم انتم عديمي الرحمة الإنسانية .. لا تفرقون شيئا عن الذي فجر بالأمس .. لا تفرقون شيئاً عن الشيطان .. رحم الله شهداء العراق .. و اللعنة والعار على كل الفاسدين والمجرمين .. لـ صلاح الدين العزاوي -- source link